Admin Admin
عدد الرسائل : 434 العمر : 50 السٌّمعَة : 1 نقاط : 61789 تاريخ التسجيل : 14/02/2008
بطاقة الشخصية الالعاب: (3/3)
| موضوع: تاريخ علم الحروف السبت فبراير 16, 2008 2:44 am | |
| تاريخ علم الحروف :
الاعتقاد بأنَّ الحروف له تأثير في واقع الوجود من السعود والنحوس على بني آدم والكون كله ؛ اعتقاد قديم من صناعة القدماء من أهل الفلسفة والطبائعين ، وذلك أنهم بحثوا وقرروا أن الحروف مؤثرة في العالم ، ويجعلون لكل حرف من حروف البناء خاصية وتأثيراً ، وأنَّ لكل حرف منها طبيعة تخصه ، ويجعلون - أيضاً- لكل حرف منها منـزلة من المنازل الثمانية والعشرين منزلاً على ترتيب حرف أبجد، فالألف للشرطين، والباء للبطين ،والجيم للثريا .. وهكذا إلى آخرها، ثم يضيفون لكل برج ما يخص منها ، ويركبون على ذلك تركيبات يزعمون أنَّ لها تأثيرات، ولهم بها بزعمهم استخراجات واستنباطات للضمائر والمغيبات، بطرق عندهم معلومات عند أهل الهيئة والفلسفة،يخرجون بها عن علم النبوة والرسالة المحمدية .
وممن اشتهر به من الطوائف ، ونشره في العالمين : طائفة الرافضة ، ومن أهم المؤلفات عندهم كتاب ( الجفر ) المنسوب كذباً وبهتناً إلى جعفر الصادق- رضي الله عنه - ، ونسبته إليه كذب عليه باتفاق أهل العلم به، إذ كان واضع هذا الكتاب هو: هارون بن سعيد العجلي ، وهو رأس الزيدية ، يزعم فيه أنه مشتمل على حوادث الأزمان على مر العصور ، عرفت عن طريق علم الحروف المتعلق بآثار النجوم .
وكذلك المتصوفة : لهم عناية بالغة بهذا العلم ،ويجعلونه من نهايات العلوم عند أهل التحقيق منهم ، ويقولون : إنَّ هذا العلم يصل إليه السالك بعد أربعين سنة من أول السلوك، بل أول الفتح، فهو من الأسرار المكتوبة، ولا بد لطالبه من الاجتهاد الكثير على يد إنسان كامل؟! . وممن اختص به من أهل البلدان : المغاربة ، فلهم اهتمام بذلك ومصنفات مشهور في علم الحروف ، ومنها كتب الضال (البوني ) كشمس المعارف الكبرى (أو) شمس المعارف ولطائف العوارف في علم الحروف والخواص .. ومن مؤلفاته : لطائف الإشارت في أسرار الحروف العلويات ، وغيرها من المؤلفات لغيره من الناس تُنظرُ في كتب موضوعات العلوم . وفي كتاب المواقف للإيجي (2/60) : (ولمشايخ المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيه إلى أهل البيت .. ) .
وممن اعتنى بعلم الحروف : أبو الحسن الشاذلي ، وعبد الرحمن البسطامي،وأبو الحسن الحراني،وأبو العباس المرسي ، وشهاب الدين السهرودي، والإخميمي،وأبو بكر الشبلي، والحلاج .. وغيرهم من المتصوفة والفلاسفة ..
جاء في ميزان الاعتدال للإمام الذهبي- يرحمه الله – (3/114) : (على بن أحمد الحرانى المغربي. صنف تفسيراً وملاه بحقائقه ونتائج فكره. وكان الرجل فلسفي التصوف، وزعم أنه يستخرج من علم الحروف وقت خروج الدجال ووقت طلوع الشمس من مغربها. وهذه علومٌ وتحديدات ما علَّمتَها رُسلُ الله، بل كل منهم حتى نوح عليه الصلاة والسلام يتخوف من الدجال، وينذر أمته الدجال، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه، وهؤلاء الجهلة إخوته يدعون معرفة متى يخرج . نسأل الله السلامة ) . وقال في تاريخه (10/249) : (علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبي. الإمام، أبو الحسن، الحرالي الأندلسي. ولد بمراكش. وأخذ العربية من أبي الحسن بن خروف، وأبي الحجاج بن نمرٍ. وحج، ولقي العلماء، وجال في البلاد، وتغرب. وشارك في فنون عديدة. ومال إلى النظريات وعلم الكلام. وأقام بحماة، ومات بها. وله " تفسيرٌ " فيه أشياء عجيبة الأسلوب. ولم أتحقق بعد ما كان ينطوي عليه من العقد. غير أنه تكلم في علم الحروف والأعداد وزعم أنه استخرج علم وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج. وتكلم ووعظ بحماة. وصنف في المنطق، وفي الأسماء الحسنى، وغير ذلك. وكان شيخنا ابن تيمية، وغيره يحط على كلامه ويقول: تصوفه على طريقة الفلاسفة ) .
وفي لسان الميزان لابن حجر- رحمه الله – (2/110) : (عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أبو الحكم اللخمي الإفريقي الصوفي المعروف بابن برجان روى عن محمد بن أحمد بن منظور روى عنه عبد الحق الإشبيلي ومحمد بن خليل القيسي وآخرون ، قال ابن الأبار: كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث والتحقيق بعلم الكلام والتصوف مع الزهد والعبادة وله تواليف منها تفسير القرآن لم يكمل وشرح الأسماء الحسنى مات سنة ست وثلاثين وخمسمائة . عابوا عليه الإمعان في علم الحرف حتى استعمله في تفسير القرآن ) .
وهكذا في سلسلة يطول ذكرها ممن دخل في أمور ظن بها النجاة وأنكشاف الحقائق ؛ وكان فيها الهلاك والضلال .. نسأل السلامة والعافية في ديننا ودنيانا .. وأن يعصمنا من مضلات الفتن ، ومكر الشيطان وكيده ، فإنه سبحانه وتعالى الهادي والموفق لكل خير .
| |
|