Admin Admin
عدد الرسائل : 434 العمر : 50 السٌّمعَة : 1 نقاط : 61789 تاريخ التسجيل : 14/02/2008
بطاقة الشخصية الالعاب: (3/3)
| موضوع: طرق تربية الاطفال السبت فبراير 16, 2008 4:49 am | |
| الولد الصالح[size=12]طرق تربية الأطفال أطفالنا فلذات أكبادنا... كيف نربيهم التربية الصحيحة، التي تجعل منهم أفرادًا صالحين، ينفعون دينهم وأوطانهم؟ إن مهمة التربية ليست أمرًا سهلا، بل هى من أصعب الأمور وأشقها على الأب والأم، لذلك تفتح الجامعات فى بعض البلاد الغربية أبوابها للآباء والأمهات ليتعلموا فن التربية !! وإذا كانت تربية الأطفال أصبحت علمًا معترفًا به فى أغلب جامعات العالم، فإن الإسلام سبقها فى ذلك، ووضع لها الخطوط العريضة التى تنمى ملكات الطفل، وتهذب صفاته الأخلاقية. ولعل الأم المسلمة تتساءل: ما الأسس التى يمكن أن أرتكز عليها فى تربية أبنائى؟ والإجابة هي أنه يوجد بالفعل بعض الطرق التي يمكن للأم المسلمة أن تسير عليها في تربية أبنائها، ومن هذه الطرق: القدوة، والثواب والعقاب، والممارسة العملية، والقصة، والموعظة، وضرب الأمثال.. القدوة: تعد القدوة من أهم طرق تربية الطفل، لما يتميز به الطفل من قدرة فائقة على التقليد والمحاكاة، فالطفل بمثابة "رادار" يلتقط كل ما يدور حوله، ويسجل كل التصرفات التى تقوم بها أمه وجميع من حوله، لذلك فإن عليها مسئولية خطيرة، فهى ملتزمة أمام الله بأن تكون قدوة صالحة، ونموذجًا طيبًا لولدها.. فحركاتها، وإيماءاتها، وألفاظها، ومجمل سلوكها محسوب عليها، فإذا رأى الولد أمه تصلى، وتذكر الله، وتعطف على الفقراء والمساكين، وترحم الضعفاء، فإن هذه التصرفات تنطبع فى ذهنه ويعمل على تقليدها. ويمكن للأم أن تعلم ولدها آداب الإسلام من خلال سلوكها وتصرفاتها داخل البيت وخارجه، فإذا استعملت يدها اليمنى فى الأخذ والعطاء والأكل والشرب، وسمَّت الله عند أول كل عمل، وحمدته عند الانتهاء منه، فإن الطفل سيتصرف كما تصرفت أمه. وإذا رأى الولد أنها تعامل جيرانها بأدب، تفرح لفرحهم، وتحزن لحزنهم، فإنه سيشبُّ على حب جيرانه، ويعاملهم معاملة حسنة. وإذا رأت الطفلة أمها تلبس اللباس الشرعى عند خروجها من البيت، فإنها لن تشعر عند الكبر بأن هذا اللباس غريب عليها، فتتمسك به، وتواظب على ارتدائه. والتربية بالقدوة ليست مقصورة على الأم وحدها، لكن دورها فى هذا الأمر أخطر من غيرها، وتأثيرها أكثر من أى فرد من أفراد الأسرة. والتربية بالقدوة لا تجدى إلا إذا كان أفراد الأسرة جميعهم نماذج طيبة وصالحة يقتدى بها الطفل وإلا ضاعت جهود الأم هباء منثورًا. والطفل لا يجب أبدًا أن يرى سلوك أمه مخالفًا لأقوالها، لأنها فى ذلك تقدم نموذجًا سيئًا لولدها، فكيف تأمره بالصدق وهى تكذب؟! أو تنصحه بالأمانة وهى تغش وتخون؟ ! وكيف تأمره بتجنب الألفاظ البذيئة وهى سليطة اللسان؟! قال الشاعر: وهَلْ يُرْجَى لأطفالٍ كمالٍ إذا رَضَعُوا ثَدْىَ الناقِصَــاتِ فلا فائدة ترجى من قول لا يترحم إلى عمل..قال تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين} [فصلت: 33] وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} [الصف: 2- 3]. ولكن إذا كان الإنسان عرضة للخطأ والنسيان، فلابد أن تربط الأم أبناءها بالقدوة المعصومة التى لا تخطئ، والمثل الأسمى الذى لا ينبغى له الخطأ: رسول الله (. قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} [الأحزاب: 21]. كذلك عليها أن تحدثهم عن السلف الصالح وأمهات المؤمنين وصحابة رسول الله ( والتابعين رضى الله عنهم أجمعين تحقيقًا لقوله تبارك وتعالى: {أولئك الذي هدي الله فبهداهم اقتده} [الأنعام: 90]. يقول سعد بن أبى وقاص -رضى الله عنه-: كنا نعلم أولادنا مغازى رسول الله ( كما نعلمهم السورة من القرآن. والطفل عندما يستمع إلى البطولات والقيم الأخلاقية - التى كان يتمتع بها رسول الله ( وصحابته وتابعوهم - لا شك أنها تنطبع فى نفسه، مما يجعله يشب على الشجاعة والإقدام. ولابد من تكامل الأسرة مع المدرسة فى تربية الأطفال بالقدوة، فلن تؤتى تربية الأسرة ثمارها إذا كانت البيئة المدرسية غير صالحة أو كان سلوك المعلم سلوكًا غير مقبول. يقول على بن أبى طالب -رضى الله عنه- موضحًا أثر القدوة فى سلوك الأفراد: من نصب نفسه للناس إمامًا فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم إذا عجز عن تعليم نفسه وتأديبها. وعلى الأمهات أن يعلمن أن التربية بالقدوة الصالحة هى الأساس فى تقويم سلوك الطفل بقيم وآداب الإسلام. الثواب والعقاب: الثواب والعقاب مبدأ إلهى يطبقه الله عز وجل على عباده، فمن اتبع منهم طريق الحق، جعل له جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدًا فيها، يقول الله تعالى: {ولأدخلناهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابًا من عند الله} [آل عمران: 195]. ومن اتبع طريق الشيطان وانحرف عن الحق، عاقبه الله عقابًا شديدًا؛ يقول الله تعالى: {ثم أخذتهم فكيف كان عقاب} [الرعد: 32]. ومبدأ الثواب والعقاب من الوسائل المؤثرة التى يمكن أن تحقق نتائج طيبة فى تربية الأطفال، وهما شكلان من أشكال الضبط الاجتماعى، والجمع بينهما أفضل فى كثير من الأحوال، فالعقاب يستخدم لمنع تكرار الخطأ، وهو ألم مؤقت يزول إذا اعتذر الطفل عن أخطائه. وللثواب أثر طيب فى إنجاح عملية التعليم، فهو يعمل على تدعيم وتعزيز السلوك السوى للطفل، أما العقاب فيعمل على تقويم السلوك المعوج لديه. وهناك أمور يجب أن تراعى فى مبدأ الثواب والعقاب للطفل، وهى: - كلما كانت الفترة الزمنية بين سلوك الطفل والثواب والعقاب قصيرة كان التأثير أفضل. - الثواب والعقاب جزء من بناء الشخصية للطفل، فكثرة العقاب قد تجعله أحيانًا ضعيف الشخصية لا يثق بنفسه، وقد تجعله عدوانيَّا، وكذا الثواب قد يجعل الطفل مدللا، غير قادر على تحمل المسئولية، لذلك يراعى الاعتدال فيهما. - التحرى قبل الثواب والعقاب وعدم التسرع. - أن يكون حجم الثواب والعقاب متناسبًا مع حجم السلوك الذى قام به الطفل. - أن الثواب أقوى وأبقى أثرًا فى تربية الأطفال كلما أحسنوا، ولو بكلمة طيبة أو ابتسامة صافية. ومدح الصغير له أثر طيب على شخصيته وسلوكه بوجه عام. - ألا يفسد أحد الأبوين ما يفعله الآخر من ثواب أو عقاب بالاعتذار عنه أو بالاعتراض عليه، فالتذبذب فى المعاملة على نفس الموقف الذى قام به الطفل له أثر سيئ. - مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال فى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، فالذى يمكن أن نطبقه على طفل ليس من الضرورى أن نطبقه على طفل آخر. - مراعاة نوع الطفل، فالابن غير البنت فى هذا المبدأ أيضًا. - أن يقوم بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب والد أو والدة الطفل - إن أمكن - ولا يترك الأمر لأشقائه أو أقاربه حتى لا يسبب ذلك ألمـًا نفسيًا للطفل لا يستطيع التخلص منه فى الكبر. - المساواة بين الأبناء فى الثواب والعقاب حتى لا يشعروا بالظلم أو انعدام المساواة. - أن يكون لكل من الثواب والعقاب مبرر واضح العلاقة بما يتم العقاب عليه أو الثواب له. - السر أفضل عند العقاب، فلا يجب أن يرى ذلك أصدقاء الطفل أو جيرانه أو الضيوف مثلا، وكذلك فالإعلان عن العمل الطيب الذى قام به الطفل جزء من الثواب. - الالتزام بما حدده الشرع فى العقاب والثواب، فلا يعاقب بالتعذيب بالنار، أو بحرمانه من الطعام، وأيضا فى الإثابة فلا يثاب الطفل بالسماح له بالذهاب إلى الأماكن الفاسدة أو المنحلة أخلاقيًا، أو أن يثاب الطفل بالسماح له بترك الدراسة أو غير ذلك. الثواب: توصل علماء النفس إلى أن الطفل يتحسن سلوكه إذا وجد الإثابة والتشجيع من والديه، ويحاول قدر طاقته أن يكون أداؤه أفضل مما كان عليه قبل ذلك. ومبدأ الثواب لابد أن يستخدم فى تربية الأطفال بحكمة. لذلك ينصح بعدم المبالغة فيه، حتى لا يخرج الثواب عن معناه التربوى إلى معنى آخر، وهو (التدليل) الذى تكون له آثاره السيئة على الطفل. وتخطئ الأم حينما تعتقد أن مبدأ الثواب مقصور على الناحية المادية فقط، كأن تشترى له مثلا دراجة أو ساعة ثمينة مقابل سلوك طيب قام به، مع العلم أن هناك نوعًا آخر قد يكون أفضل كثيرًا من هذه الهدايا الثمينة، يسمى بالثواب المعنوى، فتشجعه على الاستمرار فى هذا السلوك الطيب الذى قام به بمدحه أو بإعطائه قبلة على جبينه، ويفضل الجمع بين هذين النوعين حتى يكون التدعيم والتعزيز أكثر فاعلية وتأثيرًا. وإذا كانت الأم لا تقدر على الثواب المادى عن طريق شراء الهدايا واللعب الثمينة، فيمكنها أن تستخدم الخامات المتوفرة فى البيت، فتصنع لأبنائها بعض اللعب كثواب على أفعال حسنة قاموا بها، وبذلك لا تحرمهم من تنمية قدراتهم العقلية والمهارية. ويفضل أن يكون الثواب المادى ذا معنى تربوى مركب، فبالإضافة إلى معنى الإثابة يكون هناك معان أخرى ثقافية - مثلا -عن طريق إعطائه كتابًا، أو رياضية عن طريق إهدائه دراجة أو ملابس رياضية... إلخ. العقاب: معاملة الطفل باللين والرحمة هى الأصل، لذلك فقد قرر المربون المسلمون عدم استخدام العنف إلا عند الضرورة، وبعد استنفاذ كل وسائل التربية الأخرى. والعقاب لابد أن يكون معتدلا، لا يجرح كبرياء الطفل، فيفقده الثقة فى نفسه، أو يشعره بالنقص، لذلك فإن الإسلام حين أقر مبدأ العقوبة، فإنه أحاطها بدائرة من الحدود وسياج من الشروط، كما وضع العديد من المبادئ لتطبيق العقاب ليهتدى بها المربى. والطفل الذى يقع عليه العقاب عادة ما يمر بثلاث مراحل: - مرحلة التألم من الشعور بالذنب. - مرحلة التضايق من التوبيخ والكراهية لمصدره. - مرحلة عدم إعارة التوبيخ أى اهتمام. درجات العقاب: العقاب له عدة درجات أو مستويات، هى: التسامح مع خطأ الطفل لأول مرة: فإذا أخطأ الطفل وقام بسلوك غير مقبول فلا ينبغى أن يعاقب عليه، خصوصًا إذا كان هذا السلوك يحدث منه لأول مرة، ولم يعهد عليه أن قام بهذا العمل من قبل، فينبغى للمربى أن يتسامح فى الأخطاء العفوية أو غير المقصودة، فربما لم يقصد الطفل القيام بهذا السلوك، وإذا كان الخطأ متعلقًا بالغير فينبغى على المربى تداركه وإصلاح ما أفسده الصغير من غير تعنيف له، حتى يتعلم الصغير أنه لا يجوز الخطأ فى حق الغير أو إيقاع الضرر به، والتسامح فى الخطأ لا يعنى إهماله، ولكن على المربى بيان الخطأ للصغير، وتعليمه ما ينبغى فعله وتحذيره من تكراره. الإرشاد والتوجيه سرًا أول درجات السلم: فإذا عاد الطفل إلى ارتكاب الخطأ الذى سبق وتسامح فيه المربى، فيحسن بالمربى أن يكرر تحذيره، ولكن بنبرة توحى للصغير بالغضب لتكرار الخطأ وعدم تجنبه، ويجب أن يحدث هذا الأمر سرًا بين المربى وبين الصغير المخطئ، فهذا أحسن من القيام بهذا الأمر أمام الآخرين مما قد يترتب عليه أذى لنفس الصغير وعقله. عن عمر بن أبى سلمة - رضى الله عنهما - قال: كنت غلامًا فى حجر رسول الله ( وكانت يدى تطيش فى الصحفة (أى تتحرك هنا وهناك فى القصعة) فقال لى رسول الله (: (يا غلام، سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك، فمازالت تلك طعمتى بعد) [متفق عليه]. فالرسول ( أرشد إلى الخطأ بالتوجيه المؤثر، على أن يتواكب هذا مع كف الطفل عن الاستمرار فى الخطأ الذى بدأه مع بيان علة المنع والكف حتى يتعلم الصغير، فبيان العلة والسبب خير من الثواب أو العقاب من غير بيانهما..عن حذيفة بن اليمان -رضى الله عنه- قال: كنا إذا حضرنا مع رسول الله ( طعامًا لا نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله ( فيضع يده، وأنا حضرنا معه مرة طعامًا، فجاءت جارية كأنها تدفع (جاءت مسرعة) فذهبت لتضع يدها فى الطعام، فأخذ رسول الله ( بيدها، ثم جاء أعرابى كأنما يدفع (مسرعًا)، فأخذ بيده، وقال رسول الله (: " إن الشيطان يستحل الطعام (يأكل منه) أن لا يذكر اسم الله عليه، وأنه جاء بهذه الجارية يستحل بها فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابى ليستحل به فأخدت بيده، والذى نفسى بيده إن يده فى يدى مع أيديهما" ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل.[مسلم]. عتاب الطفل ولومه: فإذا لم يرتدع الطفل بعد عتابه على الخطأ سرًا واستمر فى الخطأ، عوقب على ذلك أمام رفاقه والمحيطين به.. فالجهر باللوم قد يكون من العقوبات التى ترمى إلى استغلال الخوف الأدبى، ليحفظ الطفل كرامته أمام رفاقه، خاصة إذا لجأ إلى الخطأ الجهرى المعلن، ولكن لابد من الحرص على الاقتصاد فى استخدام اللوم والتوبيخ وأن يكون اللوم منصبًا على تقبيح الفعل (الخطأ فقط) وبعيدا ما أمكن عن تقبيح الصغير والتحقير من شأنه. عقوبة الضرب: قال التربويون: آخر الدواء الكى. وقد أباحوا الضرب كعقوبة لتأديب الطفل إلا أنهم قد أباحوه فى حدود ضيقة للغاية، ووضعوا شروطا محكمة لاستخدامه حتى لا تخرج عقوبة الضرب عن مغزاها ومعناها التربوى، فيخرج عن هدفه الأساسى وهو الزجر والإصلاح إلى التشفى والانتقام، وجاء فى الحديث: (علموا الصبى الصلاه ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر) [الترمذى] وهذا الحديث دليل كاف على تأخير مرحلة الضرب كثيرًا عن بداية التعليم والتأديب بما دون الضرب، حتى إذا ما ثبتت قدرة الصغير على ترك الخطأ، ومع ذلك هو مستمر فيه، فعندها يحل ضربه وعقوبته، وهناك شروط يجب مراعاتها عند اللجوء إلى استخدام عقوبة الضرب، وهى: -عدم لجوء المربى إلى الضرب إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل التأديبية التى سبق بيانها، - تجنب الضرب فى الأماكن الحساسة كالرأس والوجه والصدر والبطن، لقوله (: (... ولا تضرب الوجه) [أبو داود]. فضربة شديدة للطفل قد يختل توازنه معها، فيقع على عموده الفقرى بدلا من مؤخرته، وصفعة على أذنه قد تسبب انفجارًا فى طبلة الأذن أو الإصابة بالصمم، كما أن هزة شديدة للطفل قد تسبب له ارتجاجًا أو إصابة فى ظهره. وقد حدد الفقهاء مواضعا لضرب الصبى لا تلحق به الأذى، ولا تصيبه بالضرر مثل اليدين أو الرجلين، وأن لا تزيد الضربات عن عشر، فلا تعزير فوق عشر ضربات، إلا إذا رأى المربى أن الصغير لا يرتدع بها، قال رسول الله (: (لا يجلد أحد فوق عشر أسواط إلا فى حد من حدود الله) [مسلم]. أما أداة الضرب فيجب أن تكون معتدلة الحجم، ومعتدلة الرطوبة، فلا تكون رطبة قد تشق الجلد لثقلها، ولا شديدة اليبوسة فلا تؤلمه لخفتها. - وأن يكون الضرب فى المرات الأولى من العقوبة غير شديد وغير مؤلم. - أن يكون ضرب المربى لولده بنفسه، مع عدم ترك هذا الأمر لأحد من الإخوة حتى لا يشعل بينهم نيران الأحقاد. - مراعاة الفروق الفردية، فقد اتضح خلال البحوث والدراسات أن الأطفال المنبسطين (الاجتماعيين) يضاعفون جهودهم عقب اللوم، فى حين أن المنطوين يضطرب إنتاجهم عقب اللوم. وبعض الأطفال تجدى معهم النظرة العابسة للزجر والإصلاح، وقد يحتاج طفل آخر إلى استعمال التوبيخ فى عقوبته، وقد يلجأ المربى إلى استعمال العصا فى حالة اليأس من نجاح الموعظة. - عدم ضرب المربى لطفله وهو فى حالة عصبية شديدة؛ مخافة إلحاق الضرر بالولد. - عدم توبيخ الصغير أو ضربه على أمر خارج عن إرادته أو لا يستطيعه، فقد جاء فى الحديث: (لا تعذبوا (تعاقبوا) صبيانكم بالغمز من العُذْرة (وجع في الحلق) وعليكم بالقسط). [البخارى]. [القسط: العود الهندى الأبيض]. - التسامح مع الطفل وعدم معاقبته إذا كان ممن لا يعهد عنهم الخطأ لقوله (: (أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم) [أبو داود]، ولأن مثل هذا الطفل غالبًا ما يرتدع بما هو دون الضرب بكثير. لذلك فنحن نهيب بالمربين إذا لجئوا إلى الضرب كعلاج أخير، أو كوسيلة مصاحبة لغيرها من الوسائل التربوية أن يقترن هذا الفعل بإرشاد الصغير إلى مصادر اللذة المباحة بدلا من التى حصل عليها من طرق غيرمباحة، وإرشاده إلى الصاحب الصالح كبديل لصديق السوء.. وهكذا يقترن العقاب البدنى بمعاونة الصغير على التخلص من العيب، وذلك بعزله عن مصدر الخطأ، وإرشاده إلى بدائله من الأفعال المستحسنة وعونه على فهم ذلك الجو الجديد، وتعريفه أنه ليس من فعل الخطأ فيعاقب المرء عليه، وأن هناك وسيلة صحيحة يمارس بها هذا الفعل ولا عقوبة عنها ولا مضرة فى اتباعها، وذلك خير من الضرب فقط. - ثم هناك أمر مهم أيضًا هو أن يتواكب مع كل هذا أن يدعو المربون للصغير بالصلاح والهداية يقولون: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} [آل عمران: 38]، {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة} [البقرة: 128]. ، {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلي والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين} ّرّبٌَ أّوًزٌعًنٌي أّنً أّشًكٍرّ نٌعًمّتّكّ بَّتٌي أّنًعّمًتّ عّلّيَّ " أّعًمّلّ صّالٌحْا تّرًضّاهٍ لٌي فٌي ذٍرٌَيَّتٌي إنٌَي تٍبًتٍ إلّيًكّ مٌنّ بًمٍسًلٌمٌينّ [الأحقاف: 15]. {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا} [الفرقان: 74]. لذلك ننصح المربين بعدم استعمال العقوبة إلا فى حالات الضرورة القصوى، فقد لوحظ:
| |
|